جاء في حكم وقصص الصين القديمة أن ملكاً أراد أن يكافئ أحد مواطنيه فقال له : امتلك من الأرض كل المساحات التي تستطيع أن تقطعها سيراً على قدميك ، فراح الرجل وشرع يطوي الأرض مسرعاً ومهرولاً في جنون .. سار مسافة طويلة فتعب وفكر أن يعود للملك ليمنحه المساحة التي قطعها .. ولكنه غير رأيه وقرر مواصلة السير ليحصل على المزيد .. سار مسافات أطول وأطول وفكر في أن يعود للملك مكتفياً بما وصل إليه .. لكنه تردد مرة أخرى وقرر مواصلة السير ليحصل عللى المزيد والمزيد .. ظل الرجل يسير ويسير ولم يعد أبداً .. فقد ضل طريقه وضاع في الحياة ، ويقال إنه وقع صريعاً من جراء الإنهاك الشديد .. لم يمتلك شيئاً ولم يشعر بالاكتفاء والسعادة لأنه لم يعرف حد الكفاية ( القناعة )
والمسلم ليس كذلك ..
فهو يضع بين عينيه وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعاء العظيم " اللهم قنعني بما رزقتني وبارك لي فيه ، واخلف لي في كل غائبة خير " أو كما قال صلى الله عليه وسلم . فقضية الرزق محسومة ومنتهية لدى المسلم ، لذلك فالصراع على الدنيا والتكالب عليها سقط من حسابه .. فلماذا إذن تضيع أوقاتنا وراء سراب .